بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر
د. زكريا صبحي زين الدين
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فهو المهتد، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله، والصلاة والسلام على النبي المختار أما بعد:
نزار ريان العالم المجاهد مُربي الأجيال، وخادم السنة، المرابط بساحل من سواحل الشام في جباليا بقطاع غزة المحاصرة، الشهيد بإذن الله، إنه نزار ريان؛ اسم جمع النقيضين فنزار من النزر وهو القليل، وريان من الري؛ والري كثير، وهكذا كان رحمه الله جوادًا قليل العثرات، عالمًا قليل الغفلات، مُربيًا كثير المُحبين قليل المبغضين، وَرعًا كثير الصيام، كان ريانًا في الخيرات كلها، نزارًا قليلاً فيما يمكن أن ينتقد به، بل لا تكاد تجد؛ ولربما كان من باب اجتهاده فلكل مجتهد نصيب.
وكان رحمه الله نزارًا ريانًا حتى آخر حياته، فقد فاضت روحه مع أهله جمعيًا أربعة عشر شهيدًا نحسبهم كذلك ولا نزكي على الله أحدًا، فكان ريانًا كثيرًا بأهله الشهداء إلى الجنان بإذن الله، وكان نزارًا فيما ترك من أولاده فما ترك إلا النزر اليسير ثلاثة لا غير.
ومثل الشهيد نزار عالم عامل ومجاهد ومرابط ومربي خادم لسنة الحبيب المصطفى e ينبغي أن يتأسى به الأجيال المتعلمة، والمجاهدون في الثغور، والعلماء في ميادين العلم، لذلك كان هذا المؤتمر العلمي الذي تقيمه كلية أصول الدين لإبراز جهوده في خدمة الإسلام، وكان ثمرة بحوث المؤتمر المقبولة ستة عشر بحثًا تناولت محاور المؤتمر في إبراز حياته وشخصيته وجهوده التربوية والعلمية والجهادية والسياسية، وجمعت هذه البحوث في هذا الكتاب ليستفيد منه بإذن الله العلي القدير أهل العلم وطلابه، وأهل الجهاد ورواده، وأهل الورع والتقى وزهاده.
وفي نهاية هذه الكلمة لا يسعني إلا أن أقول لولده براء نزار ريان، كان خير وارث، ولسائر عائلة ريان هنيئًا لكم نزار في حياته واستشهاده وتاريخه وأثره، وللجامعة الإسلامية أقول لقد شرفت بنزار ريان أستاذا معلمًا مربيًا للأجيال خلّف من بعده أساتذة علماء في علم الحديث فهنيئًا لك يا كلية أصول الدين ويا قسم الحديث الشريف. ولكل من ساهم في إنجاح هذا المؤتمر كل باسمه ولقبه هنيئًا لكم جهدكم في سفينة الريان فمن أبحر فيها كان ربان.