أوصى باحثون ومشاركون في المؤتمر العلمي الرابع في الإعجاز والذي عقدته هيئة الإعجاز في القرآن والسنة بمركز القرآن الكريم والدعوة الإسلامية بكلية أصول الدين بالشراكة مع كلية الشريعة والقانون تحت عنوان :”الإعجاز التشريعي في القرآن الكريم والسنة المطهرة في مواجهة كورونا والأوبئة المعدية”، أوصوا بزيادة تركيز العلماء والباحثين على إبراز وجه الإعجاز التشريعي في مكافحة الأوبئة والكشف عن دلائل هذا الوجه من وجوه الإعجاز، ولفتوا إلى أن الشريعة الإسلامية جاءت بمجموعة واسعة من التوجيهات الشرعية والإجراءات الوقائية قبل تفشي الوباء وعند حلوله وبعد مكافحته.
وأكدوا على ضرورة التماس وجه الإعجاز التشريعي في الأحكام والتوجيهات الشرعية، ودعوة العلماء والوعاظ والموجهين إلى توعية الناس لمكافحة المرض والحذر من أسبابه المؤدية إلى الوقوع فيه وعلى الوزارات كل في مجاله أن يأخذوا دورهم الكبير، والأخذ بتوجيهات الطب النبوي في التداوي والأخذ بالتوجيهات النبوية المتعلقة بالغذاء الذي يقوي جهاز المناعة كالعسل والثوم والبصل والحبة السوداء وغير ذلك.
وطالبوا بضرورة استمرار الحكومة في مواجهة الوباء وعدم التراخي بعد الهبوط النسبي في نسبة الإصابات، وتطوير سبل التعايش مع الوباء في حال دوامه لحين القضاء عليه بإذن الله، ونوهوا إلى ضرورة تشكيل مرجعية للتعامل مع هذا الوباء، وهذه المرجعية تجمع جميع المؤسسات والمجالس واللجان الشعبية والشرعية، حتى تتوحد القوى في مكافحة الأوبئة.
وأوضحوا ضرورة الاهتمام بإعجاز القرآن عامة، وبالإعجاز التشريعي على وجه الخصوص، والتركيز على ما نحتاجه اليوم في واقعنا المعاصر، وإبراز جهود الوزارات المختلفة (وزارة التربية والتعليم، وزارة الداخلية، وزارة الأوقاف، وزارة الصحة) في التعامل مع الجائحات والأوبئة، وبيان مدى نجاحها في الحد من الآثار السلبية التي نجمت عن جائحة كورونا، وحرصها على استمرارية خدماتها خلال تلك الفترة، واستمرار العمل في توحيد الموقف والقرار استكمالا للنجاح الذي حققته وزارة الأوقاف في تأسيس مجلس الاجتهاد الفقهي.
وبينوا ضرورة تكاتف جهود علماء الشريعة مع الأطباء في خدمة السنة النبوية وذلك بالعناية بالتفسير العلمي للأحاديث النبوية، وبيان توافقها مع ما توصل إليه الطب الحديث، وفي هذا إبراز لمعجزة نبوية ذات شأن، لها أثر كبير على المسلمين وغيرهم، وتوعية وتثقيف أفراد المجتمع بنظام الوقاية الصحية في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وسن القوانين والأنظمة الملائمة لتفعيل دور النظافة الشخصية على مستوى الفرد والعامة على مستوى المجتمع.
وتحدثوا عن أهمية تركيز العلماء والباحثين على إبراز وجه الإعجاز التشريعي في مكافحة الأوبئة والكشف عن دلائل هذا الوجه من وجوه الإعجاز، وتوجيه الدارسين للبحث في الموضوعات المتعلقة بجهود أهل الفقه والفتوى في مواجهة هذا الوباء، والتأكيد على دورهم الحاسم في ذلك، وإجراء المزيد من الدراسات الشرعية لتأصيل البعد الديني المتعلق بالأوبئة، وبيان تعدد الأسباب وراء الأوبئة، وأنها غير قاصرة على الأسباب الظاهرة، وإنشاء منظمة الصحة الإسلامية العالمية سواء في مصر أو المملكة العربية السعودية على غرار الصحة العالمية، وتقام من قبل خيرة الأطباء في العالم العربي والإسلامي، وتفتح فيها أفرع في الدول العربية والإسلامية، تكون هذه المنظومة مدعومة من قبل الجهات الحكومية، ورجال الأعمال، وتضمين المقررات الدراسية في المراحل الدراسية المختلفة مواضيع تركز على إدارة الأوبئة في السنة النبوية، وتعرف النشء بذلك، وإنشاء قناة فضائية لنشر فكر إدارة الأوبئة في السنة النبوية وبلغات عالمية.